رواية حفص عن عاصم
الرواية : هي فن أدبي حديث الظهور أطول من القصة ، وتتميز بسردها لمجموعة كبيرة من الأحداث بأسلوب نثري ، وقد تكون شخصيات الرواية خيالية وقد تكون حقيقية ، وقد تجري أحداثها بأماكن وظروف غريبة وخيالية . تتميز الرواية بعنصر التشويق ، حيث تجعل القارئ يغوص في عالمها ، ويعيش الحدث بشكل مستمر ، والراوي البارع هو من يوهم القارئ بحقيقة معينة ، ويبعد أنظاره عن الحقيقة الأصلية ، الأمر الذي يجعل القارئ ينصدم بالحقيقة عندما يصل إلى نهاية الرواية .
عن رواية حفص بن عاصم:
رواية حفص عن عاصم هي التلاوة للقرآن لحفص على شيخه الإمام عاصم بن أبي النجود. إن هذا القارئ كان ممن التزم بهذه الطريقة عند قراءته للقران الكريم، وأتقنها وصار شيخا فيها بعد معلمه وله طلابه وتلاميذه الذين يأخذون عنه فالنسبة هنا نسبة التزام لطريقة القراءة وليست نسبة اختراع بمعنى أن حفصا مثلا أو غيره ليس هو الذي اخترع هذه الطريقة، وإنما لسبب اتقانه وبراعته في القرآن الكريم وحفظه في عصره واشتهاره بتلاوته القرآن بها، وبذلك وقع الاختيار عليه لنسبة الرواية إليه لا إلى غيره ولم تعد تنسب هذه الرواية إلى الصحابي أو التابعي، وأما عاصم فهو شيخ الإمام حفص كما سيأتي ذلك لاحقا. ذلك لأن العلماء كانوا يختارون عند تدوين أشهر القراءات الصحيحة إماما شيخا وتلميذين لكل شيخ، فالشيخ هو الإمام عاصم والتلميذين هما حفص وشعبة، ولكن رواية حفص أشهر من رواية شعبة؛ لذلك لا يعلم كثير من الناس سوى رواية حفص.
عاصم الكوفي :
عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود الكوفي، ويقال اسم أبيه عبد الله ويكنى أبو النجود، واسم أم عاصم «بهدلة» ويكنى أبو بكر، وهو أحد القراء السبعة (من قراء الشاطبية)، وهو تابعي جليل. وإسناد عاصم في القراءة ينتهي إلى عبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب ، ويأتي إسناده في العلو بعد ابن كثير وابن عامر، فبين عاصم وبين النبي صلى الله عليه وسلم رجلان. وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير وعلى أبي مريم زر بن حبيش الأسدى، وعلى عمرو سعد بن إلياس الشيباني. وكان عاصم يقرأ حفصاً بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن. توفي عاصم سنة 120 هـ.