هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت المسيحي رأي الشافعية والمالكية
محتويات المقالة
هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت المسيحي رأي الشافعية والمالكية، في سنة 2005، انتقل إلى جوار ربه البابا الروم الكاثوليك، يوحنا بولص الثاني، فأمَّا الشيخ يوسف القرضاوي – حفظه الله تعالى – فقد أبدى روح الرحمة والتسامح، إذ أَلَقَت روحه الصادقة الدعاء بقوله: “نَسألُ العليَّ القدير أن يتغمَّد الفقيد بواسع رحمته ويجازيه على اجتهاده وعطاءه الخيري؛ فقدَّمَ للبشرية معاني الخير ورُسخَ أعمالا صالحة تخطُّ عبقريته العطِرة”، ولكن هذا الدعاء الإنساني الرفيع أثيرت مشاعر غاضبة من بعض علماء الدين السلفيين وشرائح من الجمهور، الأمر الذي لا يزال يثير نقاشاً مستمراً في ضوء حوادث مشابهة، عندما يتم التداول في الدعاء لأرواح الفقيدين غير المسلمين، دعونا نطّلع على التفاصيل من الوطن نيوز.
هل يجوز قراءة الفاتحة على الميت المسيحي
سبق للعلامة الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى – أن نقل بإجازة من الإمام محيي الدين النووي (676 هـ) عن الأئمة الكبار إجماعاً على تحريم الدعاء بالمغفرة لغير المسلمين، حينما أوضح هذا الأمر بقوله: “ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها تحذيراً من خطأ بعض المسلمين في زماننا هذا من توجيه دعوات الترحم والمغفرة لبعض الكفار، ويتضاعف هذا الأمر خصوصاً من أصحاب وسائل الإعلام والصحف… ولا عجب في ذلك، فقد يعلم الجهلاء منهم هذا الحكم، لكن المدهش والملفت للنظر هو سقوط بعض دعاة الإصلاح والدعوة الإسلامية في هذه الخطأ”، ويبدو أن الجماهير المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم قد انتهجت موقف الشيخ الألباني، إذ يلاحظ تكريس التنبيه المتواصل على أولئك الذين ينبغي لهم أن يُسألوا بجرأة عن سبب تقديم الترحم على أحياء أو موتى على غير ملة الإسلام.
شاهد المزيد: رؤية خاتم التسبيح في المنام لابن شاهين
هل يجوز قراءة الفاتحة على روح المسيحي؟
يكون الاقتران بين المسلم ونصوص القرآن الكريم لقراءتها أو تلاوتها بهدف توجيه الدعاء أو العبادة نحو شخص مسيحي أمراً غير مجدٍ للدين الإسلامي، فالمسلم مُلزمٌ بالانحياز إلى العقيدة الإسلامية ومبادئها، ما يجعله غير مخوَّلٍ بالتلاعب بأنماط العبادة لصالح الآخرين من الأديان، ينبغي للمسلم أن يُحيي قناعته بأن الشخص الذي يموت على ديانة المسيحية يُعتبر في الإسلام من الخاسرين، وأنهم سيواجهون النار الأزلية وفقاً لما جاء في كتاب الله تعالى: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ”.
ما حكم قراءة الفاتحة على روح الميت ابن عثيمين؟
يُعدّ حُكم قراءة سورة الفاتحة على أرواح المتوفين قضية متباينة في آراء العلماء، يتفاوت الاجتهاد في ما إذا كان يجوز قراءتها عند قبر الميت أو عند تذكر المتوفى في أي زمان، إذا ما اُعتُبِرت هذه القراءة عند القبر أو في ذكرى الشخص، فإن الآراء تختلف حولها، ولكن إذا كان المقصود من القراءة هو عند القبر بغية الاستماع لها من قِبَل الفقيد، فإن هذا الموقف غير مجاز، نظراً لأن هذه القراءة لا تُفيد المتوفى بأي شكل، وذلك بسبب أن الاستفادة من الاستماع يكون ممكناً فقط في حالة وجود الحياة.
لماذا لا يجوز قراءة الفاتحة على الميت؟
قد ذهب بعضهم إلى أنه لا بأس بأن يُثوَّب للمتوفى، مؤكدين على جواز هذا التصرف، في المقابل، قد رأى آخرون أن هذا الأمر غير متداول عن السلف، لا من الصحابة ولا من متبوعيهم الذين تشهد التاريخات على تعاليمهم الدينية، لم يُنقَل عنهم أنهم قاموا بمثل هذا التصرف تجاه الميت، بل يُفضِّل ترك ذلك.
هل يجوز ان نقول الفاتحة على روح فلان؟
من المعروف أن تقديم ثواب القراءة والأعمال الصالحة إلى أرواح المتوفين يمتاز بالجواز وفق ما يفيد ذلك من آراء العلماء المشهودة بالدقة والتفصيل، يُعَدُّ هذا الأمر امتداداً لتراث الإسلام الذي يؤكد على تبادل الخيرات بين الأحياء والأموات، ما يعكس روح التراحم والرحمة الواردة في تعاليم الدين.
على نحوٍ راجح من جهات الفقهاء، ومذهب الجمهور، يمكن للمسلم أن يخصص أعماله الصالحة للمتوفى، فبهذا يُسهم في زرع الخير والبركة على الأرواح ويشيد بروح التلاحم بين الأجيال.